الأربعاء، 27 يوليو 2011


خطر النفايات الالكترونية
لا يقتصر خطر النفايات الالكترونية على الإنسان وحده بل يتعدى ذلك إلي البيئة بكل مكوناتها من حيوان ونبات وطيور وهواء سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على المدى القصير المنظور أو المدى الطويل الغير منظور وينبع خطر النفايات الالكترونية من المواد الكيميائية الداخل في العملية الصناعية لتلك النفايات الالكترونية فإذا كانت جماعة الخضر تبين بعض من النواح السلبية للنفايات الالكترونية من خلال بعض الإحصائيات فعلى سبيل المثال احتوت شاشات التلفزيون والكمبيوتر المعدة على تقنية Cathod ray tube والمباعة عام 2002 على عشرة ألاف طن من مادة الرصاص السامة والتي تؤثر على الدم ونسبة الذكاء عند الأطفال إن تعرضوا لها عند تكسر احد الأجهزة .

أما الأسلاك الكهربائية والتي لا يخلو جهاز اليوم منها فهي معزولة بمادة الPVC والتي لا تتحلل بسهولة وان احترقت تصدر غازات سامة تؤثر على الصحة.

كما إننا نجد في البلدان الأوروبية العديد من الأماكن لتجميع البطاريات وبعض الأجهزة المستغنى عنها للتخلص منها بطرق سليمة كما أن بعض المصنعين يطلبون من المشتريين إعادة الجهاز لهم عند الاستغناء عنه. ولا يقتصر الخطر على المستهلكين بل على العاملين في المصانع وهم أكثر الناس عرضة للمواد الكيميائية والمسرطنة و الإشعاعية أكثر من غيرهم .

أما الموضوع الأخر والذي لا يقل أهمية عن النفايات الالكترونية فهو ما يطلق علية الضباب الالكتروني أو E-Smog. هذه الظاهرة تعود إلى الإكثار من استخدام الاتصالات اللاسلكية والموجات الكهرومغناطيسية الصادرة عن الأجهزة الكهربائية. فلنتخيل عدد الموجات الصادرة من أجهزة مثل الإذاعة والتلفزيون والأقمار الصناعية وأجهزة تقوية البث ألاسلكي للهواتف النقال والتي أصبحت لها منازل وأبراج قرب الأحياء السكنية بل وأصبحت فوق بيوتهم ومساكنهم ناهيك عن الهواتف النقالة وأجهزة الميكروويف المنزلية وغيرها من الأجهزة التي لا يستطيع إنسان اليوم الاستغناء عنها.

الضباب الالكتروني
فكما يقول احد الباحثين أننا لو استطعنا رؤية هذه الموجات لعشنا بظلام دامس من كثرتها,و ورغم أن هناك العديد من الأبحاث لم تستطع إلي الآن إثبات أو نفي ضرر هذه الموجات على صحة الإنسان بشكل قطعي ولكن إن ازداد تعرض الإنسان لها بصورة مركزة وطويلة فقد تؤدي للضرر.

فطبقا لأحدث دراسة طبية مصرية أوصت بتناول لترين من الماء يوميا لتجنب الإصابة بمخاطر الأجهزة الالكترونية وكشفت الدراسة التي أجراها مستشار الصحة العامة والطب الوقائي بوزارة الصحة المصرية إن استخدام الأجهزة الالكترونية كالكمبيوتر والميكروويف والهاتف الجوال والتعرض لها لفترات طويلة يتسبب في العديد من المخاطر اقلها إصابة مستخدميها بالإجهاد العقلي والذهني فضلا عن أن الإشعاعات الصادرة عنها والتي تؤثر على الدم وتودي مع طول وقت التعرض لها إلي الإصابة بالأنيميا وعتامة العين والعقم وقد يصل الأمر إلي حد الإصابة بالأورام السرطانية وحذرت الدراسة من أن الأطفال والشباب أكثر عرضة للإصابة بهذه المخاطر وان التأثير قد يعوق النمو لدى هؤلاء داعية بالا يزيد عدد ساعات التعرض للكمبيوتر على ساعتين.

تحتوي النفايات الإلكترونية على كميات كبيرة من المكونات السامة والضارة كالرصاص والكادميوم المكون الأساسي للوحات الدوائر فضلاً عن أكسيد الرصاص وأنابيب أشعة الكاثود بالشاشات وبطاريات الكمبيوتر كما نجد الزئبق في لوحة المفاتيح والشاشات المسطحة وكلوريدات البيفنيل التي تحتويها كل من المكثفات والمحولات إضافة إلى اللهب البرومي الذي ينتج عن حرق لوحات دوائر الطابعات والأغطية البلاستيكية.

ولا ننسى خطر التلوث الالكتروني ومضاعفاته النفسية والجسدية الخفية والناتجة عن الإشعاعات المنبثقة من الأجهزة الالكترونية مثل الاهتزازات النفسية والجسدية بالإضافة إلي الشكاوي النفسية وهناك أنواع للتلوث الناتجة عن الأجهزة الالكترونية منها التلوث المعلوماتي والضوضائي.

ما هو المنتج الالكتروني الصديق للبيئة؟
يسعى ناشطوا البيئة والمدافعون عنها إلي توعية الشركات والمصانع إلي أهمية إنتاج أجهزة الكترونية أكثر صداقة للبيئة من خلال تشجيع البحوث بإنتاج مواد تكون اقل تلويثا للبيئة ومن جهة أخرى يعملون على تثقيف الشعوب من خلال تحديد أكثر المنتجات التي لاقت قبولا وفقا لمعايير بيئية بحتة .

وفي سبيل التوجة نحو تصنيع منتجات صديقة للبيئة تم إنشاء منتدى (ايكونسينس) وهو اتحاد ألماني يضم عددا من كبريات الشركات الألمانية ورجال الإعلام والسياسية والاقتصاد ويهدف إلي خلق أرضية مشتركة لصناع القرار السياسي والاقتصادي للتعاون من أجل خلق أرضية صالحة لدعم وتطبيق التقنيات الصديقة للبيئة و دعم التنمية المستديمة للشركات وتعزيز مسؤوليتها المشتركة تجاه المجتمع، ويشكل المنتدى منبرا يجمع رجال السياسة والاقتصاد والإعلام من أجل تطوير أفكار اقتصادية تنموية يمكن تطبيقها في المجتمع,وفي منتدى التنمية المستدامة للاقتصاد الألماني (ايكونسينس econsense) الذي عقد في برلين في منتصف شهر نوفمبر2008م تحت شعار "تقنيات من أجل حماية البيئة“. وقد ضم الاجتماع عددا من رجال الاقتصاد والصناعة والسياسة وناقش سبل تطوير وتطبيق تقنيات جديدة تضمن حماية البيئة.

وخلال انعقاد المنتدى قدمت شركات عديدة أحدث ما لديها في هذا المجال، فعلى سبيل المثال عرضت شركة هايدلبرجر للأسمنت HeidelbergCement اختراعا فريدا وهو أحجار للبناء مطلية بمادة كيميائية تستطيع القيام بعملية شبيهة لعملية التمثيل الضوئي التي تقوم بها النباتات، فتقوم بامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات الضارة من الجو. كذلك يمكن استخدام المادة الكيميائية في طلاء الطرق، وقد استخدمت هذه الطريقة في ايطاليا وفرنسا وأثبتت فعاليتها في تقليل انبعاث الغازات الضارة في الجو.

شركة سيمنس قدمت ديودات ضوئية LED يمكن استخدامها لتحل محل المصابيح (اللمبات) الكهربية التقليدية حيث توفر 80 بالمائة من الطاقة، كما أن عمرها الافتراضي يزيد عن عمر المصابيح العادية بنحو 50 مرة. ويمكن استخدام الديودات في المطارات أو في السيارات أو في غيرها من الأماكن.

العداد الذكي لمعرفة استهلاك الطاقة بشفافية من شركة RWE للطاقة فقدمت عدادا ذكيا للكهرباء يستطيع توضيح استهلاك الكهرباء في المنزل على شكل رسوم بيانية يستطيع المستخدم من خلالها معرفة حجم الطاقة المستخدم لكل جهاز على حدة، كما يمكن تحديد كمية الغاز المنبعثة المكافئة للطاقة المستخدمة. مشروع العداد الذكي هو مشروع قامت به الشركة بالتنسيق مع وزارة الاستثمار والتقنية، وقد تم تطبيقه على نطاق واسع في مدينة مولهايم ومن المنتظر أن يتم استخدامه في مناطق أخرى في المستقبل القريب.

العالم العربي في مواجهة الإعصار الالكتروني
إن تراكم النفايات الالكترونية وخاصة في الدول النامية ومنها عالمنا العربي هو تحد كبير يتوجب الاهتمام بنوعية الأجهزة التي تدخل الأسواق العربية ومدى جودتها وعمرها الافتراضي والمواد الداخلة في تصنيعها ومطالبة شركات التصنيع بإعادة تلك النفايات لتلك الشركات كونها الأقدر على إعادة تدويرها من اجل سلامة الانسان وبيئته والعمل على تشجيع استيراد منتجات صديقة للبيئة ووضع خطط إستراتيجية لمواجهة التلوث والسبل المثلى لمواجهة جبال النفايات الالكترونية .

أن وجود تقنيات حديثة وصديقة للبيئة سوف يعمل على الحفاظ على البيئة ومواردها و الإنسان وصحته وفي المسار نفسه تستمر الحياة البشرية أكثر انسجاما مع البيئة ومحيطها وبالتالي فإننا نحتاج إلي وجود أرضية سياسية واقتصادية واجتماعية أكثر رشدا تسمح بتطبيق هذه التقنيات الحديثة في المجتمع وجعلها في متناول اليد بعيدا عن مختلف التصنيفات